اليمين من الأمور العظيمة التي أقسم الله بها في كتابه الكريم، وقد أمر المسلم أن يعظِّم الحلف وألا يجعله وسيلة للتهاون أو الاستهانة بالعهود. لكن قد يحدث أن يحلف المسلم على فعل شيء أو تركه، ثم لا يستطيع الوفاء بما حلف عليه، وهنا شرع الله عز وجل كفارة اليمين رحمة بعباده وتنظيمًا لشؤون حياتهم.
في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن معنى كفارة اليمين، أحكامها الشرعية، صور إخراجها، فضلها، وكيف يمكن للمسلم في السعودية أن يؤديها بسهولة عبر الجمعيات الخيرية مثل جمعية البر الخيرية بعجلان.
كفارة اليمين هي ما يخرجه المسلم إذا لم يفِ بيمينه، وذلك تكفيرًا عن خطئه واستجابة لأمر الله تعالى الوارد في القرآن الكريم:
﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ﴾ [المائدة: 89].
إذًا، فالكفارة ليست مجرد عمل اختياري، بل هي عبادة واجبة على من حنث بيمينه.
جاءت كفارة اليمين على التخيير بين ثلاث صور:
إطعام عشرة مساكين:
من أوسط الطعام الذي يأكله الإنسان في بيته.
يمكن أن تكون وجبات جاهزة أو مواد غذائية أساسية كالتمر والأرز والدقيق والزيت.
في السعودية غالبًا ما يُقدّر ذلك بوجبة تكفي مسكينًا واحدًا، وتكرر لعشرة مساكين.
كسوة عشرة مساكين:
إعطاؤهم ملابس تسترهم في صلاتهم وتكفي لحاجتهم اليومية.
يمكن أن تكون ثوبًا أو عباءة أو غيرها مما يليق بالمجتمع المحلي.
تحرير رقبة:
هذا الخيار كان موجودًا في زمن الرق، لكنه اليوم غير مطبق لعدم وجود الرق.
فإذا لم يستطع المسلم أن يقوم بأي من هذه الخيارات الثلاثة، ينتقل إلى:
صيام ثلاثة أيام:
وهي متتابعة عند جمهور العلماء، وبعضهم أجاز أن تكون متفرقة.
لكن الأفضل أن تكون متتابعة خروجًا من الخلاف.
طاعة لله عز وجل وتنفيذ لأوامره.
تطهير للنفس من التهاون في الأيمان.
مساعدة للفقراء والمحتاجين من خلال إطعامهم أو كسوتهم.
تقوية للروابط الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء.
وبذلك تتحقق الحكمة الشرعية من الكفارة، فهي ليست عقوبة فقط، بل أيضًا وسيلة لتوزيع الخير وتحقيق التكافل الاجتماعي.
في المملكة العربية السعودية، حيث تنتشر الجمعيات الخيرية الموثوقة، أصبح إخراج كفارة اليمين أمرًا ميسّرًا جدًا. يستطيع المسلم أن يكفّر عن يمينه عبر التبرع إلى جمعية البر الخيرية بعجلان أو غيرها من الجمعيات المعتمدة، حيث تقوم هذه الجمعيات بـ:
توزيع وجبات جاهزة على الأسر المحتاجة.
تقديم السلال الغذائية التي تكفي عشرة مساكين أو أكثر.
توفير الملابس للفقراء والمحتاجين.
ضمان وصول التبرعات بشكل آمن وشفاف.
وبهذا يطمئن المتبرع أن كفارته قد أُديت وفق الضوابط الشرعية وبما يحقق النفع للفقراء.
تحديد نوع الكفارة: إطعام، كسوة، أو تبرع مالي توكله الجمعية لتوزيعه على المحتاجين.
التواصل مع الجمعية: عبر الموقع الإلكتروني أو الهاتف أو مقر الجمعية.
تحديد المبلغ المطلوب: غالبًا يتم حساب تكلفة إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم بالريال السعودي.
الدفع الإلكتروني: توفر الجمعية وسائل دفع آمنة وسريعة عبر التحويل البنكي أو بوابات الدفع.
توزيع الكفارة: الجمعية تتولى التوزيع نيابة عن المتبرع مع ضمان وصولها إلى مستحقيها.
نيل رضا الله عز وجل.
المساهمة في إطعام وكسوة الفقراء.
زيادة البركة في المال والحياة.
نشر روح التكافل في المجتمع.
إن كفارة اليمين عبادة عظيمة تجمع بين الطاعة لله وفعل الخير للناس. وهي فرصة للمسلم ليطهّر نفسه من الذنوب ويشارك في إدخال السرور على قلوب المحتاجين. وفي السعودية، أصبح من السهل على المسلم أن يؤدي هذه العبادة عبر الجمعيات الخيرية مثل جمعية البر الخيرية بعجلان، التي تتيح له التبرع الموثوق والمباشر لتوزيع الكفارة على مستحقيها.
فلنحرص جميعًا على عدم التهاون في الأيمان، وإذا اضطررنا لعدم الوفاء بها، فلنُبادر إلى إخراج كفارتها كما أمر الله تعالى، طلبًا لرضاه، ورجاءً لبركته في حياتنا.