الصدقة من أعظم أبواب الخير التي شرعها الله تعالى لعباده، فهي ليست مجرد عمل إحساني يُعين المحتاجين، بل هي كذلك وسيلة عظيمة لتطهير النفس، ودفع البلاء، وجلب الرزق، ونيل الأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى. وقد ورد في نصوص القرآن والسنة ما يدل على أن الصدقة سبب في الشفاء من الأمراض، ودفع الكروب، وتحقيق السكينة للنفس.
وفي المملكة العربية السعودية، تلعب الجمعيات الخيرية مثل جمعية البر الخيرية بعجلان دورًا مهمًا في فتح أبواب التبرع أمام الراغبين في تقديم الصدقات، سواء بنية الشفاء، أو لوجه الله تعالى، أو كصدقة جارية عن أنفسهم أو عن ذويهم.
الصدقة طريق إلى الشفاء
جاء في الحديث الشريف: "داووا مرضاكم بالصدقة" (رواه البيهقي). وهذا الحديث يؤكد أن الصدقة وسيلة نافعة في علاج الأمراض، سواء كانت أمراضًا جسدية أو نفسية. فالصدقة بما فيها من رحمة وعطف على الفقراء والمحتاجين، تجلب رحمة الله تعالى على المتصدق، وتكون سببًا في دفع البلاء عنه.
وفي حياة الكثير من المسلمين تجارب واقعية تؤكد هذا المعنى، حيث يجد المتصدق بركة في صحته وشفاءً من مرضه بعد أن يخرج الصدقة بنية خالصة لله تعالى.
الصدقة بنية الشفاء ليست مجرد إخراج مال أو تبرع بأغراض معينة، بل هي عبادة قلبية ترتبط بالنية الصادقة مع الله، وتتمثل خطواتها في:
إخلاص النية لله: أن يكون المتصدق واثقًا بأن الله هو الشافي، وأن الصدقة ما هي إلا وسيلة لطلب رحمته.
تحديد نية الشفاء: سواء كانت الصدقة بنية شفاء الشخص نفسه، أو أحد أحبته، فيجعل نيته واضحة عند إخراج الصدقة.
اختيار باب من أبواب الخير: مثل التبرع لإطعام الفقراء، المساهمة في مشاريع سقيا الماء، كفالة يتيم، أو التبرع بالأجهزة الطبية للفقراء.
الاستمرارية: فكلما كانت الصدقة متكررة ومستدامة، كان أثرها أعظم في جلب الشفاء والبركة.
تعمل الجمعيات الخيرية، مثل جمعية البر الخيرية بعجلان، على تسهيل طرق التبرع للراغبين في الصدقة بنية الشفاء عبر قنوات آمنة وسهلة. ومن أبرز هذه الأبواب:
مشاريع سقيا الماء: حفر الآبار أو توفير المياه النقية للمحتاجين.
كفالة الأيتام: رعاية الأيتام ماديًا وتعليميًا وصحيًا.
التبرع بالغذاء والدواء: دعم الأسر المحتاجة بما يرفع عنها الحرج والضيق.
المشاركة في الحملات الطبية: دعم توفير الأجهزة والمستلزمات الطبية للفقراء والمرضى.
هذه المشاريع تمكّن المتبرع من إخراج صدقته في باب من أبواب الخير، مع نية الشفاء، ليحصل على الأجر المضاعف.
إلى جانب الأثر الروحي للصدقة، فإنها أيضًا تُسهم في تحسين الصحة النفسية للمتصدق. فقد أكدت دراسات طبية حديثة أن فعل الخير ومساعدة الآخرين يقلل من التوتر والقلق والاكتئاب، ويمنح الإنسان شعورًا بالرضا الداخلي.
وهذا الشعور الإيجابي له دور كبير في تعزيز جهاز المناعة، مما يساعد الجسد على مقاومة الأمراض والتعافي منها بسرعة أكبر.
كثيرة هي القصص التي نسمعها عن أشخاص ابتلاهم الله بالمرض، فلجؤوا إلى الصدقة، فكان ذلك سببًا في شفائهم بإذن الله. ومن هذه القصص:
رجل مريض بالسرطان، نصحه أحد العلماء بالإكثار من الصدقة، فكان يتبرع بانتظام للأيتام والمحتاجين، حتى رزقه الله الشفاء بعد رحلة علاج طويلة.
امرأة كانت تعاني من مرض مزمن، فقررت أن تجعل جزءًا من دخلها الشهري صدقة جارية على نية الشفاء، فشعرت بتحسن كبير في صحتها وطمأنينة في قلبها.
هذه القصص تبعث الأمل في نفوس المرضى وأهاليهم، وتؤكد أن الصدقة باب عظيم للرحمة والشفاء.
الصدقة ليست فقط وسيلة للشفاء من الأمراض في الدنيا، بل هي أيضًا ذخر للآخرة. فالمسلم الذي يتصدق بنية الشفاء ينال أجرًا عظيمًا عند الله، حتى لو لم يتحقق له الشفاء في الدنيا، فإنه يجد ثوابًا مضاعفًا ورضوانًا من الله يوم القيامة.
قال تعالى: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" [سبأ: 39].
تفتح جمعية البر الخيرية بعجلان أبواب الخير أمام المتبرعين الراغبين في الصدقة بنية الشفاء من خلال منصاتها الإلكترونية وخدماتها الميدانية، حيث يمكن للمتبرع:
التبرع عبر الموقع الإلكتروني بسهولة.
تخصيص تبرعه لمشروع معين مثل سقيا الماء أو كفالة يتيم.
إخراج صدقة جارية مستمرة مثل حفر بئر أو المساهمة في بناء مسجد.
الصدقة بنية الشفاء عمل عظيم يجمع بين الإحسان للآخرين، والتقرب إلى الله تعالى، وطلب رحمته في رفع البلاء والمرض. وهي باب مفتوح لكل مريض أو مهموم يلتمس رحمة الله تعالى.
ومن خلال دعم الجمعيات الخيرية مثل جمعية البر الخيرية بعجلان، يمكن لكل مسلم أن يسهم في هذا الخير العظيم، فينال أجر الصدقة، وبركة الشفاء، ورضوان الله في الدنيا والآخرة.