الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفرض عظيم شرعه الله تعالى لعباده ليكون وسيلةً لتطهير النفوس وتزكية الأموال وبناء مجتمع متكافل تسوده الرحمة والعدل. فهي ليست مجرد عبادة مالية، بل نظام متكامل يحقق الأمن الاقتصادي والاجتماعي، ويعكس عظمة الشريعة الإسلامية في رعاية الإنسان على جميع المستويات.
الزكاة لغةً: الطهارة والنماء. وشرعًا: مقدار محدد من المال يخرجه المسلم من أمواله إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول، لتصرف في مصارف معينة حددها الله سبحانه في قوله:
"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ" [التوبة: 60].
هذا التشريع يوضح أن الزكاة ليست تفضلاً من الغني، بل حق واجب للفقراء في أموال الأغنياء.
تطهير النفس والمال: الزكاة تطهّر قلب المسلم من الشح والبخل، وتزكي ماله وتباركه.
تحقيق العدالة الاجتماعية: من خلال توزيع الثروة بشكل عادل يضمن حياة كريمة للجميع.
محاربة الفقر: فهي وسيلة مباشرة لسد حاجات المحتاجين من طعام ولباس ومسكن.
تحقيق التكافل والتراحم: إذ يشعر الغني بمسؤولية تجاه مجتمعه، ويشعر الفقير أنه ليس منبوذاً أو متروكًا.
تحريك عجلة الاقتصاد: إذ تُعيد الأموال إلى التداول بدلاً من احتكارها في أيدي فئة معينة.
1. مكافحة الفقر والبطالة
عندما تؤخذ الزكاة من الأغنياء وتُعطى للفقراء، فإنها ترفع مستواهم المعيشي، وتساعدهم على العمل والإنتاج، مما يقلل من البطالة ويعزز الاستقرار الاقتصادي.
2. تعزيز الوحدة والتماسك الاجتماعي
الزكاة تذيب الفوارق الطبقية، وتغرس في المجتمع روح المحبة والتعاون، حيث يشعر كل فرد أن له مكانة وحقوقاً مصونة.
3. الاستقرار الاقتصادي
الأموال التي تخرج زكاة تُصرف في بناء مشاريع تنموية أو دعم الأسر المنتجة، مما يؤدي إلى حركة اقتصادية نشطة.
4. الحد من الجرائم والانحراف
حينما تُسدّ حاجات الفقراء الأساسية، تقل دوافعهم للسرقة أو الانحراف، فيسود الأمن والاستقرار.
5. زيادة البركة في المال
المسلم الذي يخرج الزكاة لا ينقص ماله، بل يباركه الله، كما قال النبي ﷺ: "ما نقص مال من صدقة" (رواه مسلم).
تولي المملكة أهمية كبيرة للزكاة باعتبارها ركنًا شرعيًا ووسيلة لتحقيق التكافل. وقد أُنشئت هيئات رسمية لجمع الزكاة وتوزيعها على المستحقين بطرق منظمة، مما يضمن وصولها إلى الفئات الأكثر حاجة، مثل الأيتام والأرامل وذوي الدخل المحدود، بل وتُستخدم أحيانًا في مشاريع تنموية تخدم المجتمع بأكمله.
إنشاء برامج دعم تعليمي للأيتام والفقراء.
تمويل مشاريع صغيرة للأسر المحتاجة لتتحول من محتاجة إلى منتجة.
دعم المشاريع الصحية للفقراء والمرضى.
توفير السكن اللائق لمن لا يملكه.
الزكاة ليست عبادة فردية فحسب، بل مشروع حضاري يعكس عظمة الإسلام وعدالته. فهي تطهّر المال وتزكي النفس، وتقيم مجتمعاً تسوده الرحمة والعدل والتكافل. فإذا التزم المسلمون جميعاً بأداء الزكاة، فإن الفقر سيقل، والجرائم ستنحسر، والألفة ستزداد، وسيبقى المجتمع قويًا متماسكًا.