منذ فجر الإسلام وإطعام الطعام يعدّ من أعظم أبواب الخير التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. قال الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]. وفي هذا الفعل المبارك معانٍ سامية تجمع بين العبادة، الرحمة، والتكافل الاجتماعي. فهو ليس مجرد عطاء مادي، بل رسالة إنسانية عظيمة تبني جسور المحبة بين الناس.
وردت أحاديث كثيرة عن فضل إطعام الطعام، منها قول النبي ﷺ:
"أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام" [رواه الترمذي].
يدل ذلك على أن إطعام الطعام عبادة عظيمة تقرب العبد من ربه وتفتح له أبواب الجنة.
كما أن الإسلام ربط بين الطاعة والإحسان للغير، فجعل إطعام الطعام رمزاً للكرم والإيثار.
يمكن للمسلم أن يشارك في هذا الخير العظيم بطرق متعددة، منها:
إطعام الفقراء والمساكين: بتقديم وجبات جاهزة أو مواد غذائية تسد حاجتهم.
المشاركة في موائد الإفطار: خصوصاً في شهر رمضان المبارك.
إطعام المسافرين والغرباء: وهو من الأعمال التي تترك أثراً كبيراً في النفوس.
المساهمة في الجمعيات الخيرية: مثل جمعية البر التي تنظم مشاريع لإطعام الأسر المتعففة.
يزرع في قلب المسلم الرحمة واللين ويبعده عن القسوة.
يمنحه شعوراً بالرضا الداخلي والسكينة النفسية.
يرفع درجاته عند الله ويزيد من حسناته الجارية.
مكافحة الفقر والجوع: وهو من أهم التحديات التي تواجه المجتمعات.
نشر المحبة بين أفراد المجتمع: حيث يشعر المحتاج أنه ليس وحيداً.
تعزيز قيم التعاون والتكافل: ما يؤدي إلى مجتمع أكثر تماسكاً.
تربية الأجيال على الكرم والإيثار: وهي من القيم التي تبني حضارة قوية.
يمكن للمسلم أن يجعل إطعام الطعام صدقة جارية عبر تأسيس وقف خيري يُصرف ريعه على وجبات غذائية دائمة للفقراء.
أو المشاركة في مشاريع "إفطار صائم" التي تُقام سنوياً، فينال بذلك الأجر المستمر.
التبرع بالمال للجمعيات الخيرية الموثوقة مثل جمعية البر الخيرية بعجلان
تجهيز وجبات وتوزيعها على العمال أو المحتاجين.
دعم حملات "سقيا وإطعام" التي توفر الغذاء والماء في المناطق المحتاجة.
تخصيص جزء من الدخل الشهري لشراء سلال غذائية للأسر المحتاجة.
إن إطعام الطعام ليس مجرد صدقة، بل هو رسالة حب وسلام تُنشر بين الناس، وعمل عظيم يُباركه الله تعالى ويرفع به درجات عباده. إنه وسيلة عملية لإحياء سنة النبي ﷺ، وبناء مجتمع متماسك تسوده الرحمة والتعاون. فلنجعل من هذه العبادة عادة يومية، نسعد بها قلوب المحتاجين ونحجز لنا بها مكاناً في جنات النعيم.